القيادة يتمايز الناس فيما بينهم في الكثير من الصفات سواءً الجسديّة أو العقليّة وحتّى الروحيّة والنفسيّة، فتجد فُلاناً لديه بنيّة جسديّة قويّة يتمتع بها وآخر ضعيف البنيّة، وهُناك من قد تميّز بعقله ونبوغه وآخر قد اتّصف بالغباء أو البلاهة، فكلّ هذهِ قدرات متفاوتة بين البشر بعضهم حصل عليها عن طريق الوراثة وغيرهم اكتسبها من خلال الممارسة والجهد المبذول من أجل الحصول عليها. أن تكون قائداً هي صفة تتميّز بها عن غيرك، فهُناك من يقول أنّ القادة يولدون قادة ولا يُصنعون وهُناك من يقول أنّ القيادة صناعة وأنّك لا بُدّ تستطيع اكتسابها واحترافها طالما أنّك تمتلك العلم الكافي الذي يؤهّلك لأن تكون قائداً، والجمع بين الأمرين لا بأس به فهُناك وبلا إنكار أطفال يولدون وقد استنارت وجوههم من طفح التميّز والنبوغ وآخرون تبدو على مُحيّاهم إمارات الضعف والوهن، وحتّى نكون موضوعيّين فإنّ التمرين والتدريب والتعلّم والاكتساب يجعل منك لاحقاً شخصاً ترضى عنه أنت ويرضى عنهُ مُريدوك ولو كُنت في بداياتك. كيف تكون قائداً ناجحاً اجمع شتات أمرك ورتّب حياتك الخاصّة والعامّة واضبط شؤون نفسك لتنطلق في رحلة تجعل منك شخصاً غير الذي أنت فيه من التبعية والانقياد، فالذي يطمح للقيادة لا بُدّ وأن يكون متهيئاً في ذاته لحمل تبعات المسؤولية ولا يشغله شاغل من أموره وحياته الغير منضبطه أصلاً عن هدفه ومُبتغاه. ابدأ بحمل مسؤولية نفسك أولاً ومسؤولية من تعول ثانياً وحاول أن تكون أكثر تواصلاً مع من حولك وأن تكون قائداً داخليّاً في بيتك وجوارك، فالقيادة تنمو وتكبر. تعلّم القيادة واكتسبها من خلال الدورات الفاعلة من أصحاب الاختصاص ومن خلال فنون الإدارة الحديثة وفنون القيادة وأساليبها؛ لأنّ القيادة عِلم وفنّ. قوّي شخصيّتك من خلال الحديث العامّ والإنخراط في صفوف الحياة الإجتماعيّة المُختلفة واحرص على أن يكون لك دور بارز وفعّال فيها، لأنّ ذلك مما يزيد الثقة في نفسك ولأن الثقة هي أساس النجاح والتميّز. عليك أن تتحلّى بالصبر والعزيمة والصبر يأتي من التصبّر والتعوّد عليه، فكُن صبوراً تكُن قائداً ناجحاً، لأنَّ المتسرّع في قراراته ولا يتحلّى بالرويّة فهو بلا شكّ عُرضة للخطأ وبالتالي يقود نفسه إلى الفشل. القائد الناجح يُتقن فنّ الإنصات والاستماع للآخرين، ولا يكفي أن تسيمع من شخص واحد لأنَّ كثيراً من القادة والزعماء أضاعتهم الأذن الواحدة، وغيرهُم أنجتهُم الشورى وكثرة عُقول الرجال، فكلّما كانَ سماعُك أكثر ومن أكثر من طرف كلّما كُنت صائباً وقائداً وعادلاً وناجحاً. القائد الناجح هوَ الذي يسهر حين ينام الأتباع ويكون على اطّلاع دائم بما يدور حوله.