تشهد سماء الوطن العربي الليلة الثلاثاء، اكتمال قمر محرم، وسيمثل ثاني بدر عملاق والأقرب هذا العام 2023، وسيكون مشاهدًا طوال الليل.
ويُطلق وصف القمر العملاق على القمر سواء كان في المحاق أو البدر المكتمل، عندما تكون المسافة بين مركزي القمر والأرض ضمن نطاق 362،146 كيلومترًا.
والاسم العلمي هو “بدر الحضيض” بمعنى وصول القمر الى أقرب نقطة من الأرض، بالرغم من ذلك فإن مصطلح القمر العملاق أكثر “جاذبية”، وهو في الوقت نفسه يعطي انطباعًا خاطئًا لدى الناس بأن القمر العملاق سيبدو أكبر بكثير، ولكن في الواقع لا تبدو البدور العملاقة أكبر من البدور العادية التي نراها شهريًا بالعين المجردة.
حجمه الظاهري أكبر 14%
أقرب قمر عملاق سيشرق بعد غروب الشمس من الأفق الجنوبي الشرقي وسيكون بلون برتقالي؛ بسبب مكونات الغلاف الجوي حول الأرض التي ستبعثر الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، وتتشتت ألوان الطيف الأزرق، وستتبقى ألوان الطيف الأحمر، لكن بعد ارتفاعه وابتعاده عن الأفق سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد.
سيصل أقرب قمر عملاق لحظة الاكتمال عند الساعة 09:31 مساء بتوقيت مكة (06:31 مساء بتوقيت جرينتش)، وسيكون على مسافة 357،528 كيلومترًا، بالتزامن مع قرب وصوله إلى نقطة الحضيض ،وهذا سيجعل حجمه الظاهري أكبر بنحو 14%، واضاءته أكبر بنحو 30% مقارنة بما يكون عليه في أبعد مسافة له (الأوج) من الأرض.
تأثيره على الكرة الأرضية
أما عند مقارنة أقرب قمر عملاق مع أغلب أقمار البدور الشهرية (المتوسط) فإن حجمه الظاهري سيكون أكبر بنسبة 7%، واضاءته أكثر بنسبة 15%، لذلك فإن الاختلاف ليس كبيرًا جدًا.
وأقرب قمر عملاق لن يكون له تأثير على الكرة الأرضية باستثناء ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس، وهذا يسبب مدًا وجزرًا واسعي المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي، وفي اليوم نفسه يحدث أخفض جزر على نحو استثنائي.
ونظرًا إلى أن القمر البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض، فسوف يبرز المد في ظاهرة تسمى “المد العالي الحضيضي”.
ولأن تأثير أقرب قمر عملاق سيكون صغيرًا، فلن يؤثر على توازن طاقة كوكبنا الداخلية، لأن المد والجزر يحدث يوميًا، لذلك لا يُتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حالات طقس غير اعتيادية.
مقارنة بين الحجمين
والصورة مقارنة بين الحجم الظاهري لأقرب قمر بدر حضيض (القمر العملاق) يسارًا فهو أكبر بنحو 14%، وإضاءته أكبر بنحو 30% من أبعد قمر بدر (أوج) خلال العام.
لا تفوت فرصة مشاهدته.. البدر العملاق يزين السماء العربية الليلة