«فلسطين الصفقة» طريقاً إلى النعمة الفاسدة والحياة الفاخرة
«فلسطين الصفقة» طريقاً إلى النعمة الفاسدة والحياة الفاخرة
الثقافة السعودية… 2023 عام الشعر بامتياز
شهدت السعودية في عام 2023 زخماً ثقافياً، تشكّل عبر باقة متنوعة من الفعاليات الكبيرة والنوعية، من معارض للكتب، ومهرجانات للمسرح، والسينما، لكن عام 2023 كان عام الشعر بامتياز، مع إطلاق مبادرة «عام الشعر العربي 2023» التي تهدف إلى تعزيز مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد والمجتمع، فشهد هذا العام انبعاثاً جديداً لروح الشعر العربي ومفرداته وتراثه وتراتيله التي توزعت في أرجاء البلاد، تعيد مضامين القصائد وصورها ولغتها الشعرية، وتحتفي برموزها التاريخية وبالشعراء العرب المعاصرين.
شاعر الغزل
بداية الفعاليات الكبيرة كانت مع مهرجان امرؤ القيس «شاعر الغزل» الذي أقيم في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في محافظة الدرعية بالرياض، ومثّل تجربةً فريدةً، لاستلهام الروح الأدبية التي عبّر عنها امرؤ القيس، والانخراط في فعاليات مستوحاةً من حياة الشاعر وترمز إلى عصره، حيث يأخذ المهرجان زوّارَه في رحلةٍ ثقافية تفاعلية على مدى 9 أيامٍ متتالية، مُسلّطاً الضوء على سيرة وحياة الشاعر، وإعادة إحياء قصائده بقالبٍ إبداعي. مع تقديم عروض بصرية مخصصة للتوثيق البصري، تركز على الشعراء وأشعارهم والمحيطِ الذي عاشوا فيه عبر موادَّ مرئيةٍ وتفاعلية، وأعمال فنية مرتبطة بالمعلقات السبع، وأشكال مختلفة للتعبير والإبداع.
مهرجان «طَرْفَة بن العبد»
كما أطلقت وزارة الثقافة السعودية ضمن مبادرة «عام الشعر العربي 2023» مهرجان «طَرْفَة بن العبد» في الأحساء، خلال الفترة من 16 إلى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ليمثل هو الآخر تجربةً فريدةً من نوعها، عبر فعالياتٍ مستوحاةً من حياة الشاعر في عصره، تُعرف بحياته، وشخصيته، وسيرته الشعرية، وأعماله التي خلدتها ذاكرة الشعر العربي. وشهد المهرجان إقامة 4 ندواتٍ علميةٍ مرتبطةٍ بموضوعاتٍ حول حياة الشاعر، و5 أمسياتٍ شعريةٍ شارك فيها نخبة من شعراء المنطقة الشرقية؛ لإيصال مضامين الشعر العربي القديم إلى الجمهور، وتحديداً قصائد طَرْفَة بن العبد. ومسرحية تتناول في محاورها سيرة الشاعر وشعره، وتقوم فكرتها حول حياة الشاعر، وشخصيته، وقصائده، وتُراعي الجو العام لطبيعة الحياة في عصر ما قبل الإسلام، والأزياء، وعنصري اللغة والدراما، وآليات الاستثمار الثقافي والإبداعي في الشعر العربي القديم وشعراء جزيرة العرب.
كما تمّ تنظيم معرض مخصص للشاعر، فيه مجسّم طرفة بن العبد، وشجرة عائلة الشاعر، ورسمة وجغرافية الشاعر، كما يُعرّف بأغرب الألفاظ في شعر طرفة بطريقة تفاعلية.
«معلّقة 45»
وضمن الاحتفاء بالشعر العربي، وبرعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة في وزارة الثقافة السعودية، انطلق في 11 ديسمبر (كانون الأول) الموسم الأول من أكبر مسابقة تلفزيونية للشعر العربي باسم «معلّقة 45»، تجتذب نخبة من الشعراء في المملكة والعالم العربي، في خطوةٍ تُعيد إحياء المعلقات الشعرية من أرض جزيرة العرب التي احتضنت خيال شعرائها وشكّلت قرائحهم، وهي أول مسابقةٍ شعريةٍ سنويةٍ من نوعها تجمع كبرى المؤسسات الثقافية في العالم العربي، وتأتي كمنصةٍ تجمع الشعر الفصيح، والشعبي، والحر، للاحتفاء بالشعر والشُعراء، وتتيح هذه الفرصة للمتنافسين الانضمام لنادي الشعراء الذي سيتم تأسيسه لاحقاً.
وركزت المسابقة على 3 فئات رئيسية، هي الشعر الموزون (العمودي – التفعيلة)، والشعر الشعبي، والشعر الحر، وستُقدَّم جوائز مالية لـ3 فائزين، سيحصل الأول منهم على مبلغ مليون ريال، وتُعلّق قصيدته بأحد المواقع المميزة بالرياض، وصاحب المركز الثاني على نصف مليون ريال، وصاحب المركز الثالث على مبلغ 250 ألف ريال، كما سينال كل متسابقٍ ترشَّح للمشاركة في المسابقة على مكافأة مالية قدرها 50 ألف ريال، إضافةً إلى دعوةٍ خاصة لحضور عشاء الشعراء السنوي الذي يُقام على شرف وزير الثقافة.
وتألفت لجنة تحكيم البرنامج من 6 محكمين، 3 منهم يصوتون لاختيار الأفضل في الشعر الحر والفصيح. وهم؛ فوزية أبو خالد، ومحمد إبراهيم يعقوب، وعارف الساعدي. أما المحكمون الثلاثة الآخرون فيصوتون لاختيار الأفضل في الشعر النبطي. وهم؛ فهد عافت، وسفر الدغيلبي، ومدغم أبو شيبة.
القناة الثقافية
في ذكرى اليوم الوطني السعودي 23 سبتمبر (أيلول)، انطلقت هذا العام القناة «الثقافية» السعودية التي تبث فضائياً ضمن باقة قنوات «إم بي سي» (MBC)، ورقمياً عبر منصة «شاهد»، وتم إعادة إحياء القناة مع حزمة برامجية تضم محتوى ثقافياً وأدبياً متنوعاً في مزيجٍ إبداعي من البرامج والأعمال والعروض الثقافية، واهتمت القناة في الدورة البرامجية الأولى بمبادرة «عام الشعر العربي 2023» مع التركيز على دور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي.
ويشتمل محتوى القناة على البرامج الوثائقية، والمسرحيات، والحفلات الغنائية، والتغطيات الموسعة للفعاليات الثقافية، وذلك من خلال تشكيلة واسعة من البرامج الثقافية والفنيّة التي تغطي مختلف القطاعات الثقافية، ويُقدّمها عدد من المثقفين والكُتاب والشعراء والأكاديميين.
منتدى الأفلام السعودي
«الفن والثقافة يمثلان روح المجتمع السعودي، كما أنهما ركيزتان أساسيتان في مسيرة التنمية»، بهذه العبارة استهلّ نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز كلمته في افتتاح النسخة الأولى لـ«منتدى الأفلام السعودي»، الذي أقيم في «واجهة الرياض»، خلال الفترة من الأول حتى 4 أكتوبر 2023، بحضور نخبة من صانعي الأفلام العرب والعالميين، وعدد من المخرجين والمنتجين والمستثمرين والممثلين الوطنيين والإقليميين والعالميين، وخبراء الصناعة في السعودية.
المنتدى وفرّ الفرصة للسينمائيين لمناقشة صناعة السينما والبحث عن الفرص الاستثمارية، ومستقبل ريادة الأعمال، ودور الاستثمار في تطوير قطاع الأفلام، مع التأكيد على أن صناعة السينما في السعودية تشهد تطوراً كبيراً وتتجه نحو العالمية، وأنها مرشحة للمنافسة قريباً على الجوائز العالمية.
وعلى هامش المنتدى أطلقت السعودية صندوقاً للأفلام بقيمة 200 مليون دولار، بالتعاون مع شركتين دوليتين لدعم قطاع الأفلام وتشجيع توجهات السعودية لتطوير هذه الصناعة والارتقاء بالإنتاج وبناء مستقبل مشرق لصناعة الأفلام والفنون.
مهرجان المسرح
في 14 ديسمبر 2023، أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية، في وزارة الثقافة السعودية، مهرجان الرياض للمسرح، بهدف تعزيز الحراك المسرحي ودعم الإنتاج المحلي للمسرح السعودي بجانب إيجاد تظاهرة مسرحية تعزز من حضور المسرحيين السعوديين واكتشاف المواهب وصقلها، واستهدف المهرجان دعم إنتاج 20 عملاً مسرحياً في مرحلته الأولى ليتم تقديمها في مناطق إنتاجها، وفرز وترشيح 10 عروض مسرحية للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي ستنظمه «الهيئة».
وشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان والقادمة من 8 مدن، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية. منها ندوات، وقراءات نقدية، وورشة عمل عن فنون المسرح وتطوير مهارات المسرحيين وصقلها، وعرض مسرحية عالمية، كما يُحيي ذكرى الفنان السعودي الراحل محمد العثيم، نظير إسهاماته المسرحية الرائدة، من خلال عرض مسرحية من تأليفه، وإقامة معرض فني خاص بمسيرته الفنية.
4 معارض للكتاب
ضمن مبادرات معارض الكتب، أقيم عدد من معارض الكتب في السعودية، من بينها النسخة الأولى من مهرجان «الكُتّاب والقُرّاء» في المنطقة الشرقية من المملكة. وأقيم في 5 مواقع بالمنطقة الشرقية، ليعزز بدوره إبراز الأدب والأدباء المحليين، والخليجيين، والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية، بمعايير عالمية ومحلية، وتضمن فعاليات أدبية وشعرية وندوات ومسرحاً وفنوناً أدائية وبصرية وعروضاً سينمائية، وورش عمل، وأزياء، ومطبخاً.
كما دشّنت هيئة الأدب والنشر والترجمة في الفترة من 18 إلى 28 مايو (أيار) 2023 معرض المدينة المنورة للكتاب 2023، بحضور نحو 300 دار نشر محلية وعربية ودولية، ونخبة من الكُتّاب والأدباء والشعراء والمثقفين من داخل المملكة وخارجها.
كما أقيم «معرض الرياض الدولي للكتاب 2023»، الذي احتضنته هذا العام جامعة الملك سعود، بمشاركة أكثر من 1800 دار نشر على امتداد 800 جناح، إضافة إلى دور بالوكالة، كما يشارك أيضاً ما يزيد على 70 دار نشر فرنسية عبر مبادرة «الرياض تقرأ الفرنسية». وعرض خاص لمخطوطات ومقتنيات نادرة يفوق عددها 25 قطعة، ولوحات فنية.
وحلّت سلطنة عُمان ضيف شرف هذا العام في إطار الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتينة التي تجمع الشعبين، وتعكس التبادل والتعاون الثقافي بين المملكة وسلطنة عُمان، حيث تتضمن مشاركتها بجناح في قلب المعرض يحتضن كُتباً ومخطوطات، وتمثيلاً لمكنونات ثقافتها الوطنية، إضافة إلى حضور عدد من رموز الثقافة العمانية، ومشاركة المواهب والمبدعين العُمانيين، وحضور دُورِ نشرٍ عُمانية تستعرض آخر نتاجها أمام أكثر من مليون زائر للمعرض.
وعلى هامش المعرض أقيم «مؤتمر الناشرين الدولي»، يوم 4 أكتوبر، وهو المؤتمر الذي بحث في دورته الأخيرة مستقبل نمو صناعة الكتاب، والتحديات التي تواجه سوق النشر.
وفي النصف الأول من ديسمبر 2023، أقيمت فعاليات معرض جدة للكتاب 2023، بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر محليةٍ، وعربية، ودولية موزعة على 400 جناح.
وبحسب الدكتور محمد حسن علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة فقد كان معرض جدة للكتاب رابع معارض الكتب في المملكة، وآخرها لهذا العام (2023) ضمن مبادرة «معارض الكتاب»، على أن يكون «معرض الشرقية للكتاب» أول معارض الكتاب لعام 2024.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
شهدت مدينة جدة على الساحل الغربي للمملكة بداية ديسمبر إقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وهو أول مهرجانٍ سينمائي دولي في السعودية، ويُقدِّم بالتوازي مع فعالياته سوقَ البحر الأحمر، وهو منصة مخصصة لاكتشاف إنتاجات ومشاريع السوق العربية والأفريقية، ويمثّل الوجهةَ الأولى للموزعين، ووكلاء البيع، ومُبرمجي المهرجانات والمنتجين لاكتشاف المواهب الواعدة، كما يتضمن المهرجان فعالية أيام المواهب التي تقدم جلسات حوارية تخصصية، وورش عمل مصممة، وتوجيهية لصُنّاع الأفلام الشغوفين بتعلم الصنعة، وتعزيز مهاراتهم، وأدواتهم الفنية فيها.
وقد شهد هذا المهرجان انطلاق أول جمعيةٍ مهنية متخصصة في قطاع الأفلام، وهي جمعية الأفلام التي تُسهم في تعزيز دور القطاع غير الربحي السينمائي في المملكة، وتستهدف المهتمين، والمتخصصين في صناعة الأفلام للانضمام إلى عضوية جمعيتها العمومية، وتأتي بصفتها أحد مستهدفات استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي الثقافي، المتمثّل في تأسيس 16 جمعية مهنية في مختلف القطاعات الثقافية.
وأكد الصندوق الثقافي الراعي الرسمي للدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة التزامه بدعم تطوير صناعة الأفلام في المملكة سعياً لجعلها مركزاً رئيسياً لصناعة الأفلام في المنطقة. ومثلّت مشاركة الصندوق المشاركة جزءاً من استراتيجيته لبناء شراكات مع المؤسسات غير الربحية، تعزز التنمية المستدامة لقطاع الأفلام السعودي.
وفي ختام المهرجان، تم تتويج الفائزين بجوائز اليُسر، بحضور صناع السينما في العالم.
واختار المهرجان فيلم السيرة الذاتية «فيراري» للمخرج مايكل مان ليكون فيلم حفل إعلان وتوزيع الجوائز في الدورة الثالثة للمهرجان، وهو أحد المشاريع السينمائية المدعومة من صندوق البحر الأحمر.
ومُنحت جائزة اليُسر الفخرية الذهبية لممثل هوليود الأيقوني الحائز على جائزة الأوسكار نيكولاس كيج، وذلك تقديراً لمواهبه الاستثنائية ومساهمته في صناعة السينما.
وقدمت مسابقة البحر الأحمر 14 جائزة وفقاً لاختيار لجنة التحكيم، التي منحت فيلم «الأستاذ» جائزتين، أولاهما، أحسن ممثل وفاز بها الممثل صالح بكري، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وذهبت للمخرجة فرح النابلسي، في حين حصلت الممثلة منى حوا على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم «إن شاء الله ولد».
كما فاز فيلم «بنات ألفة» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الشرق لأفضل فيلم وثائقي، وذهبت جائزة اليُسر الذهبية للفيلم القصير لفيلم «بتتذكري» للمخرجة داليا نمليش، وحصل فيلم «ما فوق الضريح» للكاتبين كريم بن صالح وجمال بلماهي على جائزة أفضل سيناريو، وفازت الممثلة نور الخضراء بجائزة النجم الصاعد مِن شوبارد.
وفي الجوائز المقدمة من فيلم العُلا، حصل فيلم «فاقد الأمل» من كوريا للمخرج كيم تشانغ على جائزة الجمهور، وفاز فيلم «نورة» بجائزة أفضل فيلم سعودي.
وتضمنت قائمة الجوائز أيضاً جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم طويل، وفاز بها فيلم «في ألسنة اللهب» من إخراج زارّار كان، وجائزة أفضل إخراج، وفاز بها شوكير خوليكوف، عن فيلم الأحد، كما مُنح فيلم «حقيبة سفر» للمخرجين سمان حسينبيور وأكو زندكاريمي، جائزة «اليُسر» الفضية للفيلم القصير، في حين فاز فيلم «نذير شؤم» على جائزة أفضل مساهمة سينمائية، و«عزيزتي جيسي» للمخرج تارسم سينج داندوار على الجائزة الفضية للفيلم الطويل.
وقالت رئيسة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا الراشد: «احتفلنا معاً بمجتمع السينما العالمي النابض بالحياة، هدفنا من وراء ذلك مد الجسور بين الثقافات وتأسيسنا لعلاقات جديدة، عبر استضافتنا لأكثر من 125 فيلماً من مختلف دول العالم، إلى جانب برامج سوق البحر الأحمر التي ضمت 348 مشروعاً مقدماً، و44 عملاً قيد التنفيذ من أكثر من 26 دولة».
تقرير الحالة الثقافية: «الاستثمار في القطاع الثقافي»
في 24 أكتوبر 2023، أصدرت وزارة الثقافة النسخة الرابعة من تقرير «الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2022» تحت عنوان «الاستثمار في القطاع الثقافي»، الذي ترصد من خلاله الحِراك الثقافي السعودي خلال العام المنصرم، مع حصرٍ لأهم وأبرز تطوراته، ومنجزاته، وتحدياته، كما يُلقي الضوء على الحراك الثقافي المحلي ويوثق أبرز توجهاته، ويرصد مؤشراته في قرابة «266» صفحة، عبر 6 فصول، هي: الإدارة والصون، والإبداع والإنتاج الثقافي، والمعارف والمهارات، والمشاركة الثقافية، والاقتصاد الإبداعي، والاستثمار في القطاع الثقافي.
ويكشف التقرير عن إشارات مشجعة لمستويات الإقبال على الخدمات والمنتجات الثقافية التي من الممكن أن تُحوِّل المشاريع الثقافية إلى أعمالٍ مستدامة ذات مردود مالي سريع النمو، حيث يتناول الفصل السادس «الاستثمار في القطاع الثقافي» الذي خُصص لموضوع التقرير، بعض التطورات التنظيمية المهمة للاستثمار في المجال، بدايةً من النمو والدعم في القطاع الثقافي خلال عام 2022، مروراً برصدٍ للاستثمارات القائمة في القطاع الثقافي، كما يُعرّج على النصوص التشريعية والقوانين المتعلقة بالاستثمار في القطاعات الثقافية، سواء من خلال حقوق الملكية الفكرية والاستراتيجيات الوطنية، أو اللوائح والتنظيمات السياحية، وينتهي الفصل إلى الدعم والتمكين في القطاع الثقافي، سواء عبر برامج الدعم التي يقدمها الصندوق الثقافي، أو عبر استعراض الفرص الواعدة استثمارياً في القطاع الثقافي.
ويأتي تقرير الحالة الثقافية بوصفه منتجاً معرفياً تقدمه وزارة الثقافة لجميع المهتمين برصد الحراك الثقافي المحلي داخل وخارج المملكة، ليُقدم لهم قراءةً منهجية لحالة الثقافة، تُبيّن التحديات وتوثّق المنجزات وفق هيكلةٍ موضوعية تعكس أبعاد الواقع الثقافي بقطاعاته المختلفة، وتعالج الثقافة بوصفها بنية واحدة لا تتجزأ، وذلك بهدف خلق نقطة أساس معرفية يجري تحديثها بشكلٍ دوري، وتستند على أبحاث ودراسات معتمدة.
مؤشر الثقافة
في 27 سبتمبر 2023، أطلقت وزارة الثقافة في السعودية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، مشروع مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي، ويُعدُّ أحدَ المشاريع الرائدة التي تعمل الوزارة من خلاله على رصد تحول المشهد الثقافي وتطوره وتوثيق إنجازاته في الدول الإسلامية، وذلك ضمن 4 أبعادٍ ومحاورَ أساسية، تتمثل في: «الثقافة من أجل التنمية الاقتصادية، والثقافة من أجل البيئة والمناخ والقدرة على الصمود، والثقافة من أجل التنمية الاجتماعية، والثقافة من أجل الانفتاح والتنوع».
وسيُسهم المؤشر الثقافي في تحديد معلومات عن تموضع كل دولة وأدائها وإنجازها الثقافي في الوقت الحالي مقارنةً بالسابق، وتُنشَر بياناتها في تقرير دوري كلَّ 3 سنوات بمعدل دورتين (2023 – 2025) عبر صفحة مخصصة للمشروع في المنصة الرقمية الرسمية لمنظمة الإيسيسكو. وستتكفل المملكة العربية السعودية بتمويل الدورة الأولى لهذا المشروع الاستراتيجي، وقد بدأت المملكة في إصدار تقارير الحالة الثقافية كتقريرٍ وطني يصدر عن وزارة الثقافة السعودية بشكل سنوي منذ عام 2019م.
«بوابة الثقافة»
كما أطلقت وزارة الثقافة منصة «بوابة الثقافة» لدعم الثقافة السعودية ونشرها محليّاً ودوليّاً، وتُساعد على سهولة وصول الجمهور المحلي والدولي إلى قاعدة بيانات شاملة للقطاع الثقافي السعودي بأصوله وبُناه التحتية، ومؤسساته، وآثاره ومنجزاته، بحيث تُغطي الأصول الثقافية بمختلف القطاعات الثقافية، وتُشرك المجتمع في رصدها ورفع كل ما يتعلق بها، وتتيح المنصة للمستخدمين استعراض أنواع مختلفة من صور الأصول الثقافية ووصفها وموقعها، واستكشاف المواقع التاريخية والثقافية عبر خريطةٍ تفاعلية، إلى جانب التصفح والبحث في سجلٍ ثقافي يضم جميع المسارح، والمكتبات، والمتاحف، إلى جانب استكشاف مجموعات القطع الأثرية الثقافية، ومجموعات المخطوطات، والفن الصخري، والنقوش وغيرها من الأصول الثقافية التي خُزنت رقميّاً، فضلاً عن إمكانية مشاركة الأفراد أصولهم الثقافية مع المجتمع الثقافي عبر مدونة بوابة الثقافة.
«التوظيف في الثقافة»
من أجل تعزيز الاستدامة المهنية في القطاعات الثقافية، وتحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، التي تتضمن تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة، أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي عن زيادة نسبة «دعم التوظيف» من 30 بالمائة إلى 50 بالمائة لـ160 مهنة ثقافية في 286 نشاطاً، ضمن اتفاقية التعاون بين وزارة الثقافة وصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف».
وشملت المهن الثقافية المدعومة قائمة واسعة من المهن في قطاعات التراث، واللغة، والكتب والنشر، والمكتبات، وفنون الأزياء، والمسرح والفنون الأدائية، وفنون الطهي، والأفلام، والمتاحف، والفنون البصرية، والمهرجانات والفعاليات الثقافية، وفنون العمارة والتصميم، إضافة إلى مهن في مسارات التطوير التعليمي للقطاع الثقافي وتصميم الوسائط المتعددة. ومن هذه المهن؛ مخرج أفلام، وناقد فني، ومدرب فنون، ومنتج مسرحي، ومخرج مسرحي، ومدير مسرح، وشاعر، ومؤلف، وناقد أدبي، ومحرر أدبي، وناشر أدبي، ومصمم نسيج، ومصمم أزياء، وإخصائي تنقيب آثار، وطاهٍ، وعامل تطريز، ومرشد موضة، وصائغ، وعارض أزياء، وخطاط، وإخصائي آثار، وفني ترميم وثائق ومخطوطات، ومصمم أثاث، ومدير متحف، ومرشد متحف، ومدير معرض فني، ورسام تشكيلي، ومغنٍ، وقائد فرقة موسيقية، ومدرب أداء صوتي، وغيرها من المهن الثقافية الأساسية.
الجوائز الثقافية الوطنية
في 11 سبتمبر 2023، كرّم وزير الثقافة السعودي الفائزين بجوائز مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» في دورتها الثالثة 2023، حيث نال جائزة «شخصية العام الثقافية» الأديب أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري نظير إسهاماته الأدبية والثقافية الكبيرة التي بذلها على مدى سنواتٍ طويلة في الميدان الثقافي، والتي أصدر خلالها مجموعةً من المؤلفات الأدبية والثقافية الثريّة في مختلف المجالات كاللغة والأدب والفلسفة والفن وعلوم الشريعة والتاريخ.
فيما نال رجل الأعمال عبد الرحمن بن محفوظ جائزة سيدات ورجال الأعمال الداعمين للنشاط الثقافي، ونالت مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألِف» جائزة التميز الثقافي الدولي. أما جائزة «الثقافة للشباب» فقد فازت بها لبنى الخميس، وعلى مستوى جائزة المؤسسات الثقافية فقد ذهبت الجائزة بمسار القطاع الخاص للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وفي مسار القطاع غير الربحي فاز بها مركز عبد الرحمن السديري الثقافي.
وشهد الحفل تكريم الفائزين في بقية مسارات الجوائز الثقافية الوطنية بمختلف القطاعات الثقافية، حيث فاز بجائزة الأدب الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وفي جائزة النشر فازت دارُ «أدب» للنشر والتوزيع، وفي جائزة الترجمة فازت المترجمة مها الفالح، وفي جائزة الأزياء شارملينا للمجوهرات، وفي جائزة التراث الوطني المؤرخ الدكتور عبد الله المصري، وفي جائزة فنون الطهي شركة بتيل المحدودة، وفي جائزة الفنون البصرية الفنانة منال الضويان، فيما نالت فرقة الرياض جائزة المسرح والفنون الأدائية، وفاز بجائزة الموسيقى الفنان عبد الرحمن محمد، وفي جائزة الأفلام الفنان إبراهيم الحساوي، وأخيراً نالت خلود عطار جائزة فنون العمارة والتصميم.