لا بديل عن الحصول على التمويل الأميركي
لا بديل عن الحصول على التمويل الأميركي
تصاعدت الشكوك المحيطة بمواصلة الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، مع تعثر إقرار المساعدة الطارئة التي طلبها الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس بقيمة أكثر من 61 مليار دولار، حيث يشترط الجمهوريون للموافقة عليها إقرار قيود أكثر صرامة على الهجرة على الحدود مع المكسيك.
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن أوكرانيا لا تدرس أي بديل للمساعدات العسكرية الأميركية المتوقفة لحربها ضد روسيا، وإنها واثقة من أن الكونغرس الأميركي سيقر تقديم هذه المساعدات. وقال كوليبا لشبكة «سي إن إن» في مقابلة الأربعاء: «ليست لدينا خطة بديلة. نحن واثقون من الخطة الأولى»، في إشارة إلى التحليلات والتكهنات عن وجود ضغوط على بلاده لاعتماد خيارات سياسية مختلفة، والدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب.
وأضاف «أوكرانيا ستقاتل دائما بالموارد الممنوحة لها. وما يقدم لأوكرانيا ليس صدقة. إنه استثمار في حماية حلف شمال الأطلسي وفي حماية رخاء الشعب الأميركي».
كما تعثر إقرار الاتحاد الأوروبي لحزمة مساعدات مشابهة، وسط اعتراضات من بعض دوله، وخصوصاً اعتراضات المجر التي تربط رئيس وزرائها علاقة جيدة بالرئيس الروسي. كما تعاني سلاسل الإنتاج العسكري، صعوبات في تلبية استخدام أوكرانيا المكثف للذخائر الغربية.
وكان كوليبا قد ناشد العالم إرسال أسلحة جديدة إلى بلاده بعد الضربات الجوية الروسية، وكتب في 2 يناير (كانون الثاني) الحالي عبر منصة «إكس» قائلا: «لا بد أن يدرك النظام الإرهابي في موسكو أن المجتمع الدولي لن يغض الطرف عن قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا».
«الناتو» يعقد اجتماعاً مع أوكرانيا
قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن مجلس الناتو – أوكرانيا سوف يجتمع الأربعاء المقبل لمناقشة الموجة الأخيرة الروسية من الهجمات الجوية القوية على أوكرانيا. وقال متحدث باسم الحلف الخميس، إن الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ سوف يعقد اجتماعاً على مستوى السفراء، مضيفاً أن الاجتماع يأتي «بناء على طلب أوكرانيا في أعقاب الهجمات الصاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة الروسية على مدنيين ومدن وبلدات أوكرانية».
وأضاف أن دول «الناتو» قامت بتسليم أوكرانيا كمية كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي، وتعتزم تقديم المزيد من المساعدة لكييف.
وكثفت روسيا الهجمات خلال فترة احتفالات العام الجديد، إذ حذر الرئيس فلاديمير بوتين من أن هجوما أوكرانيا على مدينة بيلغورود الروسية، والذي قالت موسكو إنه أسفر عن مقتل 25 مدنيا، «لن يمر دون عقاب».
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن إحدى القضايا المركزية التي ستتم مناقشتها سوف تكون بخصوص القدرات الدفاعية الجوية. وكتب عبر منصة «إكس» قائلا: «(الناتو) دعم طلب أوكرانيا لعقد اجتماع استثنائي لمجلس الناتو – أوكرانيا رداً على الهجمات الجوية الروسية واسعة النطاق». يذكر أنه تم تشكيل المجلس العام الماضي، ويهدف لتسهيل التعاون الوثيق حتى يتم تلبية شروط انضمام أوكرانيا لـ«الناتو».
استهداف الصناعة العسكرية الأوكرانية
وتطلب أوكرانيا على وجه التحديد، أنظمة دفاع جوي جديدة بذخيرتها، وطائرات مسيرة قتالية من كل الأنواع وصواريخ يتجاوز مداها 300 كيلومتر، وتنتظر في وقت لاحق تسلم أسراب قتالية من طائرات «إف 16»، للحفاظ على قدرتها لمواجهة الهجمات الروسية، والتمكن أيضاً من بناء قاعدتها الصناعية العسكرية الجديدة، التي يتوقع أن تحتل أولوية رئيسية في جهود الغرب لمساعدة أوكرانيا على بناء قدراتها الذاتية.
وتأتي تلك الجهود رداً على انتقال روسيا إلى اقتصاد الحرب، فيما يعاني الغرب من أجل توفير الكمية اللازمة من صواريخ أرض – جو المضادة للطائرات والتي يعد تصنيعها أكثر تعقيداً وتكلفة من بعض المسيّرات المصنوعة جزئياً بمعدات مدنية. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن وزارة الدفاع البريطانية قولها، إن الهدف الرئيسي من الضربات الروسية الأخيرة، هو «صناعة الدفاع» التي تحاول كييف تعزيزها في مواجهة انخفاض شحنات الأسلحة الغربية.
وأوضح المحلل العسكري ميكولا بييلييسكوف للوكالة، أن الروس «يحاولون الآن مهاجمة القطاع الصناعي العسكري وشركاته، وليس بنى تحتية للطاقة (بعكس الشتاء الماضي)، بل صناعة إنتاج الأسلحة». وقال سيرغي زغوريتس، مدير مركز «ديفنس إكسبرس» الأوكراني للأبحاث للوكالة: «بدأنا إنتاج أسلحة بكميات أكبر من قبل»، متحدثاً عن ذخائر ومسيّرات ومركبات مدرّعة ورادارات.
ومن أجل إصابة هذه الأهداف «تغيّر تنظيم وتنويع المقذوفات الروسية ليصير أكثر تعقيدا»، وفق ما شرح المستشار الفرنسي في المخاطر الدولية ستيفان أودران. وعدّد القائد الأعلى للجيش الأوكراني على «تلغرام» مجموعة المقذوفات التي استخدمها الروس خلال الهجوم الذي نفذوه ليل الاثنين الثلاثاء: مسيّرات، وصواريخ كروز حديثة، وصواريخ قديمة، وصواريخ بالستية. وتؤكد أوكرانيا أيضاً أنها أسقطت 10 صواريخ «كينغال» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، واستخدمت في ذلك الهجوم، رغم أن الكرملين يقدّمها على أنها «لا تقهر».
طائرات «إف 16» من النرويج
هذا وأعلنت النرويج انضمامها لبرنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات «إف 16» في الدنمارك، وتقديمها مقاتلتين منها لكييف. وقالت الحكومة النرويجية أنها ستساعد أوكرانيا في تطوير قوة جوية حديثة، بهدف طويل المدى يتمثل في إنشاء دفاع دائم لأوكرانيا دون الحاجة إلى دعم دولي. وأضافت أن هذا الأمر سيكون ذا أهمية حيوية لأمن واستقرار أوروبا، وأن هذه المساعدات ستتم من خلال أطر مختلفة من الدعم الدولي بقيادة الولايات المتحدة والدنمارك وهولندا. وقررت النرويج أن تحذو حذو الدنمارك وبلجيكا وهولندا بالتبرع بطائرات «إف 16» لأوكرانيا.