«عادل مش عادل»… ثغرات في السيناريو وكوميديا «غير مضحكة»

«عادل مش عادل»… ثغرات في السيناريو وكوميديا «غير مضحكة»

تنطلق الحبكة الأساسية للفيلم المصري «عادل مش عادل» من قصة جيدة تحكي عن «عادل أمين» الذي ليس له من اسمه نصيب، فهو يعمل محامياً، وسلوكه مع موكليه أو معارفه عموماً لا يتسم بأي نوع من الأمانةن فهو لا يتورع عن الإدلاء بشهادات الزور في كل مناسبة، ونتيجة هذه الملابسات يَضيع كثير من حقوق الآخرين، ويلقى كثيرون أحكاماً ظالمة بالسجن، وتتراكم ضحاياه جنباً إلى جنب.

يقرر الضحايا الانتقام منه، فيفكرون في طريقة مبتكرة لمعاقبة المحامي المغرور والمستهتر، ويهديهم تفكيرهم إلى وضع مادة معينة في طعام المحامي الشاب فتكون النتيجة أنه يستيقظ في صباح كل يوم جديد بشخصية جديدة ذات طبيعة شريرة، تقترف أخطاء كارثية تجلب لها المتاعب.

هكذا يجد «عادل» نفسه ذات مرة إرهابياً يحمل حزاماً ناسفاً ويتجه إلى تفجير نفسه في أحد التجمعات بمنطقة شهيرة، وفي مرة أخرى يتحول إلى زعيم عصابة يقود سطواً مسلحاً لسرقة أحد البنوك.

أحمد الفيشاوي ومحمد رضوان ثنائي لافت (الشركة المنتجة)

لم يستغل صناع العمل الذي أخرجه أحمد يسري، تأليف حسام كمال وأدهم سعيد، الإمكانات التي تنطوي عليها الحبكة من مفارقات درامية، وإمكانات كبيرة للضحك انطلاقاً من «كوميديا الموقف».

افتقد البناء الدرامي للتسلسل المنطقي وامتلأت الحبكة بالثغرات والانتقالات المفاجئة حتى إن المتفرج يطرح طوال الوقت أسئلة من نوعية: كيف حدث هذا؟ أو ما المقصود بذلك؟

ووصف الناقد الفني طارق الشناوي الفيلم بـ«الساذج»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «من فرط سذاجة العمل لا يكاد يجد الناقد ما يعلق به عليه».

الفيشاوي متنكراً في صورة «إرهابي خفيف الظل» (الشركة المنتجة)

وأضاف: «أحمد الفيشاوي مشروع غير مكتمل لنجم برع في إهدار موهبته بسبب خياراته الخاطئة، وعدم الاشتغال على نفسه، والاستسهال في قبول السيناريوهات التي تُعرض عليه دون فحص أو تدقيق».

وأوضح أن «الفيشاوي لديه بذور النجومية، وحققت بعض أعماله إيرادات جيدة، لكنه لم يتمسك بطرف الخيط الذي منحه إياه الجمهور، ولم يطور من أدائه أو يقفز بأرقامه في شباك التذاكر».

ورغم أن العمل صاحبه كثير من التوقعات القوية مع بدء طرح «البرومو» الدعائي له، فإن تقييمات النقاد له جاءت سلبية للغاية.

بوستر الفيلم (الشركة المنتجة)

الفيلم المصنف بوصفه «كوميدي لايت»، غاب عنه الضحك، حيث غلب على أداء الممثلين طابع «الإفيهات» التي لا تنبع من الموقف الدرامي، وجاءت غير مضحكة في حد ذاتها، بحسب متابعين، مثل الحوارات المطولة التي دارت بين أحمد الفيشاوي، أو «عادل»، وجاره في العمارة الذي جسد شخصيته الفنان محمود البزاوي. وربما كانت الفنانة بدرية طلبة هي الاستثناء الوحيد في هذا السياق، حيث استطاعت رسم الابتسامة في أكثر من موقف، وهي تجسد شخصية «أم عادل».

واتسم كثير من مشاهد الفيلم بالتطويل دون ضرورة درامية، مثل مشهد دخول جار «عادل» إلى شقته للتعرف على الجثة التي وجدها ببيته بشكل مفاجئ لامرأة يبدو أنها متورطة في جريمة الخيانة الزوجية، حيث استغرق المشهد ما يقرب من 6 دقائق.

وخلا تطور الأحداث من المنطق الدرامي، مثل ذهاب «عادل» إلى بيت الزوج الذي أقدم على قتل زوجته وحصوله منه على اعترافات كاملة وتفصيلية لجريمة القتل يدلي بها الزوج، وهو نائم على فراشه.

كوميديا لم تكتمل (الشركة المنتجة)

وقال الناقد الفني محمد عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» إن «أحمد الفيشاوي واحد من أكثر فناني جيله موهبة وتميزاً واختلافاً، وهذا واضح منذ بداياته، لكن في الفترة الأخيرة فقد البوصلة في اختياراته، وقدم مجموعة أفلام فشلت في ترك أي انطباع جيد على المستوى الفني والجماهيري».

وأوضح أن «الفيشاوي لم ينجح حتى الآن في العثور على النص الذي يقدمه بوصفه نجم شباك سينمائياً، رغم امتلاكه مؤهلات النجومية، وترك بصمة بأدائه المتميز في الأعمال الجماعية، وهو ما حققه على سبيل المثال في فيلم (أولاد رزق) بجزأيه»

المصدر

seo

«عادل مش عادل»… ثغرات في السيناريو وكوميديا «غير مضحكة»

التعليقات معطلة.