مواعدات ناجحة وتعزيز الثقة بالنفس… للحب مدربون في الولايات المتحدة
مواعدات ناجحة وتعزيز الثقة بالنفس… للحب مدربون في الولايات المتحدة
كاتيا…بعد علاقة عاطفية دامت طويلا، وجدت نفسها ضائعة في “العالم المجهول” للتطبيقات والقواعد الجديدة للقاءات الرومانسية… فما الحل؟ التواصل مع مدرب يساعدها في إيجاد الطريق نحو علاقة عاطفية لطالما حلمت بها…
نشرت في:
4 دقائق
بعدما جرّبت عديد التطبيقات وغيرها من الوسائل الرقمية للقاءات رومانسية، لم تتمكن كاتيا من إيجاد ما تريد. فتواصلت المرأة المتحدرة من كاليفورنيا والبالغة 43 عاما مع مدربة متخصصة في الحب عبر الإنترنت.
وتوفر هذه المدربة إجابات لعدة أسئلة منها: ما أنسب وصف للذات يمكن للشخص اعتماده في صفحاته عبر مواقع التواصل؟ وأي كلمات وصور يعتمد؟ ما الرسائل التي ينبغي إرسالها؟ ماذا يكتب الشخص بعد مواعدة؟ كيف يظهر اهتماما بشخص ما من دون أن يبدو في حالة تعلق به؟ ما التصرف الأنسب في حال لم يتواصل معه الشخص الذي كان يواعده للمرة الأولى؟
وتقول كاتيا التي فضلت عدم ذكر كنيتها، بنبرة مضحكة “إن الأمر مرهق!”. مشيرة إلى أنها “مصدومة” من تصرفات وأمور واجهتها، كأن يختفي رجال بصورة مفاجئة أو اضطرارها للإجابة على أسئلة معيارية تنتشر في التطبيقات.
وتتواصل منذ أشهر عدة مع مدربة متخصصة بالمواعدة. ومع أن منصات التواصل لا توفر بيانات عن أعدادهم، ينشط هؤلاء المدربون بصورة كبيرة عبر الإنترنت، في ظل تركيز المنصات الاجتماعية على موضوع التنمية الشخصية.
وتعترف كاتيا ضاحكة “إن المدربة ساعدتني على فهم التعريف الحديث للمغفل”، وهي تشير إلى محادثات مع المدربة تصفها بـ”أهم وأعمق حوار أجريه على الإطلاق بشأن حياتي العاطفية، إذ تطرقنا إلى احتياجاتي والمعايير الخاصة بي”.
ويبقى الأمر المهم بالنسبة لكاتيا هو الجانب العملي من الموضوع، وتقول إن “المدربة ساعدتني في تفاصيل الحياة اليومية وفي وضع الأمور في نصابها الصحيح”. وتقول إنها تتعامل مع مرشدة للحب كاستعانتها بمدرب رياضي.
“طريقة جديدة لمساعدة الناس”
سابرينا زوهار التي يتابعها في إنستاغرام نحو 450 ألف مستخدم وفي تيك توك حوالي 800 ألف متابع، لا تصف نفسها بالمؤثرة أو المُعالِجة. فبعدما كانت تحلم بأن تصبح ممثلة، درست علم النفس لكنها لم تحصل على شهادة في هذا المجال، ثم تخصصت في التجارة.
وأطلقت مدونة صوتية (بودكاست) ومقاطع فيديو تتناول الحب، بعدما اختبرت علاقة عاطفية صعبة.
وتقول بشأنها “كنت تلك الفتاة القلقة التي لا تستطيع النوم ليلا في انتظار رسالة” من الحبيب، موضحة كيف توفق بين ما تعرفه عن العقل البشري وتجربتها الشخصية لتوفر راحة لزبائنها الذين تستقبلهم في غرفة معيشتها داخل منزلها الواقع في جنوب كاليفورنيا.
وتضيف “لقد جمعت كل المعلومات التي أعرفها وابتكرت طريقة جديدة لمساعدة الناس من خلال منحهم أدوات وحلول عملية، لا مجرد كلمات لطيفة”.
هذا، وتساعد سابرينا زبائنها الذين يواجهون صعوبات في علاقاتهم العاطفية، وتعلمهم كيفية إدارة الرسائل بشكل جيد وحسن استخدام تطبيقات المواعدة، لأنها تعتبر أن المواعدة عبر الإنترنت مشابهة “للغرب المتوحش”.
وتقول زوهار إنها تدير نحو خمس عشرة جلسة في الأسبوع. وتتراوح أعمار معظم زبائنها وهم نساء أكثر من رجال، بين 27 و44 عاما، ويدفعون ما بين 35 دولارا لاستشارة سريعة و6600 دولار لمتابعة غير محدودة بفترة زمنية.
من نصيحة الجد إلى “مهارات الاحترافي”
ولا تتفاجأ الباحثة في علم الاجتماع والمتخصصة في العلاقات الرومانسية أماندا ميلر من النجاح الذي يحققه هؤلاء المدربون، بسبب “تزامن ظاهرتين هما انتشار تطبيقات المواعدة وجائحة كوفيد-19 التي تسببت في وقف التفاعلات الاجتماعية”.
وترى أن مَن يملكون الوسائل “باتوا مرتاحين أكثر” مع الخدمات عبر الإنترنت، مشيرة إلى صلة مع “النموذج الأمريكي للكفاءة والرأسمالية”.
وتقول “هل الاستعانة بمدرب تبدد الجانب الرومانسي من الموضوع؟ ليس بالضرورة. ففي الماضي، كان أجدادنا أو أصدقاؤنا يوفرون هذا النوع من النصائح، لكننا اليوم نعتبر أن من يعطيها يتمتع بمجموعة من المهارات الاحترافية”.
إلى ذلك، وبسبب هذا الجانب المهني والسريع، قرر جيمس الذي لم يرغب في ذكر كنيته، التواصل مع “مدربة مواعدة”، للتأكد من أنه في “علاقة عاطفية جدية”.
ويوضح الرجل الأعزب البالغ 54 عاما والذي يدير شركة ناشئة في كاليفورنيا “إن المدربة لديها أغلب المعلومات التي يتمتع بها المعالج، لكن مقاربتها الأمور تتركز بشكل أكبر على “كيفية تطبيق النصائح في الحياة اليومية بشكل فوري”.
كما يشير إلى أن المدربة ساعدته في غضون بضعة أشهر على التحكم في القلق الذي ينتابه، وتعزيز ثقته في مسألة المواعدة التي تزداد تعقيدا.
فرانس24/ أ ف ب
مواعدات ناجحة وتعزيز الثقة بالنفس… للحب مدربون في الولايات المتحدة